عالم محمد هو عالم اللامستحيل

عالم محمد هو عالم اللامستحيل

يعيش محمد حياته مع التوحّد وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، ولديه عائلة تُحبّه وتفعل كل ما في وسعها لمنحه حياةً سعيدة وتدعمه في الذهاب إلى مدرسة عاديّة. لكن أمه ناجية رأت أن ابنها قادرٌ على فعل ما يفوق التوقعات، لذا قررت اغتنام كل فرصة تتيح لمحمد حياةً طيّبة.

وقد سارعت ناجية بالتسجيل في برنامج “تآلف” لتدريب الوالدين التابع لمؤسسة الجليلة فور سماعها به، وهو برنامج يمكنّ أهالي أطفال أصحاب الهمم من اكتساب مهارات من شأنها أن تغيّر حياة أبنائهم إلى الأفضل.

وقد أتاح برنامج “تآلف” لناجية اكتساب مزيد من الثقة لمنح ابنها محمد فرصًا أفضل وتعزيز مهاراتها وقدرتها على تطبيقها يوميًّا. 

وبفضل معرفة ناجية ورعايتها، ها هي اليوم ترى ابنها يزدهر أمام عينيها. وقد أحرز محمد تقدّمًا ملحوظًا في تحكّمه بمشاعره وحركته وصوته، وهو ما اتّضح من خلال ثقته المتزايدة في التواصل البصري وتحسّن تركيزه. كما لاحظت ناجية أنّ اعتماد محمد على نفسه يزداد في ظل حركته الذاتيّة، إضافة إلى تعاظم قدرته على الكلام والتعبير عن نفسه في أثناء الحديث.

وقد سُعدت ناجية بهذه التغييرات الإيجابية. “هناك كثير من الغموض عند التطرّق إلى مسألة الأطفال المصابين بالتوحّد، لكنّ أسرتي عازمة على تقديم أفضل دعم لمحمد. إن الأطفال المصابين بالتوحد أصحاب قلوب نقيّة، ولا ينقصهم سوى أن يدلّهم من يحيطون بهم إلى الجمال الذي بداخلهم. أتقّدم بجزيل شكري إلى مؤسسة الجليلة التي لا تدّخر جهدًا في خدمة الأطفال أصحاب الهمم.”