تأثيرنا

ملخص مسيرتنا لعام 2020

HH-Sheikh-Mohammed

عام جديد وبدايات جديدة

كانت بداية عام 2020 واعدة ومبشرة في ظل استعدادنا للترحيب بزوار معرض إكسبو 2020 من جميع أنحاء العالم في الإمارات العربية المتحدة. لكن الأوضاع تغيرت بعد أن واجه العالم أزمة صحية غير مسبوقة؛ جائحة فيروس كورونا التي أثرت بشكل أو بآخر على كل فرد في العالم. وعلى الرغم من أن عام 2020 كان بمثابة اختبار لنا جميعًا، واجهنا خلاله خسائر كبيرة وتحديات صعبة، لكننا شهدنا جهودًا تعليمية عظيمة وابتكارات مذهلة، والأهم من ذلك كله، تكاتف وتضافر الجهود العالمية في جبهة موحدة في سبيل التصدي للفيروس. وارتقى الجميع حول العالم إلى مستوى التحديات التي فرضها عام 2020، وهو إن دل على شيء فيدل على قوة الروح الإنسانية، وقد ملأت الشجاعة والتراحم والأمل نفوسنا في هذا العام الاستثنائي. ولا ننسى أن ندين بخالص الشكر والامتنان لأبطال الخطوط الأمامية لما قدموه من تضحيات في سبيل إنقاذ حياتنا.

وعلى وقع الجهود العالمية للتصدي للجائحة، حظيت الأبحاث الطبية باهتمام بالغ في عام 2020، والتي أبرزت الحاجة الملحة وغير المسبوقة لابتكار علاجات ناجحة، وإنجازات طبية متطورة. وسط ذلك، واصلت مؤسسة الجليلة التزامها بدعم ومساندة الجهود الحكومية في حماية حياة البشر، من خلال استثمار 16 مليون درهم إماراتي في عدد من برامج الرعاية الصحية التي تهدف إلى توفير حياة أفضل للجميع، وتوسيع محفظة أبحاثنا عبر تقديم منح بحثية لمواجهة جائحة فيروس كورونا.

وكان أكبر إنجازاتنا في عام 2020 افتتاح مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية في شهر أغسطس بقيمة استثمارية بلغت 300 مليون درهم إماراتي، على يد مؤسس الجليلة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو يعتبر من أرقى المراكز البحثية على مستوى العالم. وفي هذا السياق، فإننا نفتخر بدعمنا لرؤية الإمارات العربية المتحدة في مسيرتها نحو تحقيق الريادة في مجال العلوم من خلال تأسيس وإطلاق أول مركز أبحاث طبية مُستقل ومتعدد التخصصات في البلاد، والذي سيجمع كبار العلماء على الصعيدَين المحلي والدولي من أجل التعاون معًا لاكتشاف حلول لأكبر التحديات الصحية في المنطقة.

وما من شيء يسعدنا أكثر من رؤية الأشخاص التي تمكنت مؤسسة الجليلة من الارتقاء بحياتهم، والأثر الإيجابي الذي حققته البحوث الطبية في حياة المرضى، حيث تمتلك الابحاث قدرة كبيرة على تعزيز ودعم الإنجازات الطبية التي تنقذ ملايين الأرواح حول العالم، وهو ما دفعنا في عام 2020 لإطلاق حملة عطاء جديدة تحت اسم “بصمة سعيد بن راشد” إحياء لذكرى مؤسس دبي الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيّب الله ثراه، الذي كان بمثابة الأب لإمارة دبي وترك بصماته الواضحة على الإنسانية. وتدعو منصة التبرع الافتراضية الفريدة الجميع، أفرادًا وشركات، للمساعدة في النهوض بمستقبل القطاع الطبي ونقش أسمائهم على الحائط التكريمي الأول من نوعه لتقدير جهود المانحين والمتبرعين. وكان من اللافت خلال أربعة أشهر فقط، مشاركة 107 شركاء بدعم الأبحاث الطبية بقيمة بلغت 22 مليون درهم إماراتي.

وننتهز هذه الفرصة للاحتفاء بإنجازات عام 2020 التي لم تكن ممكنة لولا دعم شركائنا ومانحينا.

وتعمل مؤسسة الجليلة على دعم الباحثين والعاملين في المجال الطبي وتحفيزهم على بذل أقصى جهدهم في سبيل تحقيق المزيد من الاكتشافات الطبية والعلاجات الرائدة التي من شأنها تحسين حياة المرضى. وقد أسهم الدعم الكريم الذي قدمه شركاؤنا في تمويل الأبحاث في العديد من التخصصات، فضلًا عن رعاية الطلبة الطامحين لمتابعة الدكتوراه، وتقديم المساعدات المالية للمرضى في أفضل المرافق الطبية.

وتماشيًا مع التزامنا الراسخ بدعم الأبحاث الطبية، نواصل دعمنا للباحثين المتميزين في مجالات رائدة في الإمارات العربية المتحدة، مثل الدراسات المتعلقة بمرض السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة والصحة النفسية. وفي إطار إجراءات التصدي لجائحة فيروس كورونا العالمية، قمنا بتوسيع محفظة أبحاثنا لتشمل فيروس كورونا وأمراضًا فيروسية أخرى، وقدمنا خمس منح بحثية بقيمة 3 ملايين درهم. وبالرغم من كوننا مؤسسة حديثة النشأة، نفتخر بتقديم حوالي 100 منحة بحثية منذ عام 2014، بقيمة 28 مليون درهم إماراتي لتمكين الباحثين من الابتكار وسبر أغوار العلوم والتوصّل إلى اكتشافات علمية يمكن ترجمتها لأدوات فعالة من شأنها تحسين العلاجات وإنقاذ حياة المرضى.

على صعيد متصل، وانطلاقًا من إيماننا بأن الاستثمار في التعليم هو أفضل الاستثمارات للنهوض بالمستقبل، قدمنا 20 منحة دراسية للطلبة الإماراتيين المتميزين بهدف تعزيز المشهد الطبي في الإمارات العربية المتحدة للأجيال القادمة. وقد احتفل برنامج تآلف التدريبي بتخريج 264 ولي أمر و73 معلمًا ممن اكتسبوا القدرات والمهارات اللازمة التي تمكنهم من مساعدة المئات من الأطفال من أصحاب الهمم، وإنارة دربهم. وكان هذا البرنامج هو الأول من نوعه في مجال تمكين الأطفال والطلبة من أصحاب الهمم، من اكتشاف قدراتهم الكامنة وتعزيز أواصر التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع. وعلى الرغم من الحجر المنزلي الذي فرض على الأفراد، إلا أن التكنولوجيا جعلتنا أكثر تواصلًا، إذ عقدنا ندوات نصف شهرية عبر الإنترنت حول عدد من موضوعات الرعاية الصحية المهمة، وشهدت حضور آلاف المشاركين.

ولا يمكننا الحديث عن إنجازاتنا في مجال الرعاية الصحية دون أن نذكر الأشخاص الذين تغيّرت حياتهم بفضل جودة الخدمات الصحية المُقدَّمة؛ فقد تلقّى أكثر من 270 مريضًا محتاجًا بمن فيهم 148 طفلًا في الإمارات العربية المتحددة خدمات علاجية أنقذت حياتهم وفتحت لهم أفقًا جديدًا للمستقبل.

وتفتخر مؤسسة الجليلة، باعتبارها عضوًا في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تهدف إلى الارتقاء بواقع العالم العربي من خلال العمل الإنساني والتنموي والمجتمعي، باضطلاعها بدور هام في وضع الإنسانية على قمة الأولويات. ومنذ إنشائها، برهنت المؤسسة على أنها أهل لهذا الدور إذ قدمت يد المساعدة وأنقذت أرواح العديد من المستفيدين محليًا ودوليًا ودعمت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الرامية إلى الارتقاء بحياة الإنسان.

إن جميع إنجازاتنا ما هي إلا شهادة على الرغبة الثابتة لمجتمعنا المتميز الذي نظم، على الرغم من التحديات التي شهدناها في عام 2020، 175 نشاطًا لجمع التبرعات من الشركاء لصالح مؤسسة الجليلة والمئات من أبطال #فريق الجليلة الذين شاركوا في مسابقات السباحة والدراجات الهوائية والجري والمخبوزات والغناء، كما نظموا مسابقات للعائلات والأصدقاء بهدف جمع التبرعات لصالح قضايا ذات مكانة عزيزة على قلوبنا.

وبينما يعزز طرح اللقاح وإتاحته للجميع في الإمارات العربية المتحدة من أملنا بالمستقبل، وبينما نتطلع نحو المستقبل من خلال “عام الاستعداد للخمسين” والاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نتعهد بتغيير حياة الأفراد والمجتمعات التي نخدمها نحو الأفضل، آملين أن يكون عام 2021 عامًا مليئًا بالأمل والتعافي والنمو، عامًا نُلهم فيه بعضنا البعض لجعل العالم مكانًا أفضل وترك بصمة نفخر بها. وأدعوكم جميعًا لمواصلة متابعة أخبارنا، لعلّكم تجدون الإلهام والطاقة الإيجابية من قصص نجاحنا التي تسرد نماذج رائعة عن الشجاعة والعزيمة والابتكار والتي نفخر بأننا كنا جزءًا منها.

Dr Abdulkareem Sultan Al Olamaإن دعم المانحين جزء لا يتجزأ من نجاح مؤسسة الجليلة، وأود أن أُعرب، باسمي وباسم فريقي، عن امتنانا العظيم والدائم لدعمكم. شكرًا لكونكم منارة أمل تنير درب مرضانا وطلبتنا وباحثينا، ولإيمانكم بالتأثير الذي يمكننا تحقيقه من خلال توحيد الجهود في سبيل فعل الخير.

مع أمنياتي لكم بعام جديد ملؤه الصحة والعافية والازدهار.

د. عبد الكريم سلطان العلماء
الرئيس التنفيذي
عضو مجلس الإدارة
مؤسسة الجليلة