دارلينغتون تجد "قبيلة الأمل" في مجلس الأمل

دارلينغتون تجد

لطالما عاشت دارلينغتون مناضلةً ومثابرة. لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب في شهر أبريل لعام 2022 بعد أن بلغها نبأ تشخيصها بالمرحلة الثالثة من سرطان الثدي. وحينها أدركت دارلينغتون أن عليها بذل جهد كبير للتحلي بالقوة ومقاومة هذا المرض للنجاة بحياتها.

علمت دارلينغتون بهذا الخبر المؤسف في سنّ الثالثة والأربعين، وكانت قبل ذلك تعيش حياة صحية، ممّا جعل وقع الخبر عليها صادمًا إلى أبعد الحدود. فسرعان ما سيطر عليها حزن شديد. ومما فاقم همومها فقدان زوجها وظيفته وعدم كفاية تأمينهما لتغطية تكاليف علاجها. لقد كانت دارلينغتون وزوجها عاطلين عن العمل وعاجزين عن تغطية نفقاتهما أو دفع تكلفة العلاج الضروري لمحاربة مرضها وإنقاذ حياتها.

شعرت دارلينغتون بأنها تسير نحو المجهول، لكنها لم تيأس ولم تفقد الأمل، بل تمسكت بأمل التعافي وكأنه “حبل نجاتها”، مدركةً أنه الضامن لعبورها تلك المرحلة الصعبة. وعلى الرغم من معاناتها النفسية والمادية، ظلت دارلينغتون قوية وشجاعة ومفعمة بالحياة. وبمساعدة مؤسسة الجليلة ومجتمع “عاوِن” للمتبرعين، بدأت دارلينغتون في تلقي العلاج اللازم للقضاء على ذلك المرض الخبيث، وبقيت طوال رحلتها نحو التعافي متفائلة وقوية بروح ملؤها العزم والإصرار.

وبعد تعافيها من آخر جلسات العلاج الكيماوي، تلقت دارلينغتون ذات صباح مكالمة من مجلس الأمل لحضور مناسبة الذكرى السنوية الأولى، التي وصفتها بأنها “أعادت إليها الحياة مرة أخرى”. ففي مجلس الأمل وجدت دارلينغتون “قبيلة الأمل”، وهي مجتمع يتألف من مجموعة من النساء اللاتي تأثرن بالسرطان؛ مجتمع لجأت إليه دارلينغتون للحصول على الدعم والتشجيع والتمسّك “بحبل النجاة” الذي طالما تطلعت إليه بشدة. “ظننت أن حياتي بلغت نهايتها، لكن الأمر تغير حين قابلت سيدات رائعات تجمعهن قصص ملهمة تزخر بالشجاعة والصمود”.

أصبح مجتمع مكافحي السرطان بمجلس الأمل بمثابة عائلة دارلينغتون الثانية، فقد مدّها هذا المجتمع بالقوة لمواصلة مسيرتها في مقاومة المرض. ومما زاد اطمئنانها وراحتها في ذلك الوقت الحرج معرفتها أن حالها كحال كثير من النساء الأخريات الذين سبقنها، وهو ما علمها أنّ الإصرار والمثابرة يفضيان إلى زوال الشدّة.

تشهد قصة دارلينغتون على الأثر الإيجابي لمثل تلك المجتمعات وصلابة الروح الإنسانية وأهمية الأمل. فقد ساعدها ما تحلت به من أمل وعزم – والدعم الذي قدمه الذين من حولها – في التغلب على كل الصعاب. إن دارلينغتون ممتنّة لكل من ساعدها في مسيرتها نحو التعافي من المرض. وفي هذا السياق تقول: “لا أستطيع أن أوفي مؤسسة الجليلة حقها من الشكر والثناء، فقد سارعتم لنجدتي حينما أصبت بسرطان الثدي. لقد تملكني الخوف بسبب عدم قدرتي على تحمل نفقات العلاج، لكنني بمساعدة هذا المجتمع الرائع حصلت على كل الدعم الذي كنت أحتاجه. وأنا اليوم بحال أفضل بكثير وأشعر أنني على ما يرام. شكرًا جزيلًا لكم لأنكم منحتموني الأمل وأفضل فرصة لمقاومة هذا المرض”.

“أنا ممتنة لكل من قدَّم لي الدعم طوال هذه الرحلة، وأخص بالذكر عائلتي وأصدقائي والمجتمع الرائع في مجلس الأمل. لقد منحتموني القوة لمقاومة المرض، ولم أكن لأحقق ذلك بدونكم”.

تحب دارلينغتون الموسيقى والأفلام والرقص وتستمتع بالطهي والتفنن في تجربة وصفات الطعام المختلفة من شتى أنحاء العالم، وفي ذلك تقول: “أشعر برضا كبير حين أشارك ما تصنعه يداي مع عائلتي وأصدقائي”.

واليوم تتطلع دارلينغتون إلى المستقبل بروح متفائلة بما سيكون في قادم الأيام. فحلمها هو أن تقدّم برنامجًا حواريًّا حتى تشارك أفكارها مع العالم وتتبادل مع النّاس أطراف الحديث حول موضوعات مهمة. ونحن في مؤسسة الجليلة على يقين بأن دارلينغتون ستحقق حلمها، وها نحن ننتظر مجيء ذلك اليوم حتى نفرح معها ونكون لها سندًا.

ستذكرنا قصة دارلينغتون دائمًا بأن الأمل لا يموت حتى وإن اشتدت الصعاب.