عامٌ مدفوعٌ بالأمل والعزيمة
إذا كان عام 2020 هو عام المرونة، فإن عام 2021 كان عام العمل المدفوع بالعزيمة.
شهد عام 2021 احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي، حيث توّج هذا العام مرور 50 عامًا على تأسيس الدولة، وشكَّل الحدث علامة فارقة في تاريخ الدولة، علامةً تحتفي برحلتها المميزة بين الماضي والحاضر، كما تنبأت المناسبة بمستقبلٍ باهر سيشهد تحولات استثنائية في الدولة على صعيد التغيير خلال الخمسين عامًا القادمة. واليوم، هناك أكثر من 200 جنسية تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة موطنًا لها، وكما قال مؤسس “الجليلة” صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي: “كلما عظُمت أحلامنا، زادت إنجازاتنا”.
ومن خلال إلقاء نظرة عابرة على العام المنصرم، يغمرني شعور حقيقي بالفخر بكل ما حققناه معًا أثناء سعينا المتواصل نحو تحسين حياة المرضى، وتشجيع الباحثين على الإبداع وتخطي حدود العلم، بالإضافة إلى إلهام الجيل القادم من المتميزين في مجال الرعاية الصحية من أجل بناء مستقبل أفضل على صعيد المجال الطبي. كما أتذكر الأشخاص الذين نخدمهم، ويزيد إيماني بأن الأمل في المستقبل هو الدافع وراء أعمالنا. ومعًا، يدفعنا أمل واحد، ونحلم بعيش غدٍ أكثر صحة وسعادة وأكثر إشراقًا.
لا يمكننا إنكار أن عام 2021 كان عاما مهمًّا ومليئًا بالتحديات بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أثبتت جدارتها وحققت نجاحًا ملحوظًا في التصدي لفيروس كوفيد-19، بدءًا من توفير اللقاح على الصعيد الوطني، وحتى اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامة مواطني الدولة والمقيمين فيها وزوارها.
وقد ثبت أن عام 2021 كان عامًا مهمًّا في مسيرة مؤسسة الجليلة أيضًا. فقد أعلنّا خلاله عن إنشاء أول مستشفى خيري لرعاية مرضى السرطان بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمقرر افتتاحه في عام 2024، كما أعلنّا عن افتتاح “مجلس الأمل” المخصص للنساء المصابات بمرض السرطان، وأطلقنا موقعنا الإلكتروني الخاص بجمع التبرعات لمساعدة المرضى، وواصلنا الاستثمار في دعم الدارسين الطموحين في المجال الطبي، إلى جانب استمرارنا في دعم البحوث الريادية ودعم ابتكار علاجات قد تُنقذ حياة المرضى، كما استقبلنا في مبادرة “تآلف” مئات المعلمين. وقد أُتيحت لنا الفرصة للعمل مع عديد من الأفراد والمنظمات الملهمة، من الذين يؤمنون برسالتنا واختاروا أن يكونوا جزءًا من رحلتنا المستمرة لتحويل حياة الناس نحو كل ما هو أفضل.
ومن أكثر الإنجازات التي نشعر حيالها بالفخر، إطلاقنا لمشروع مستشفى حمدان بن راشد الخيري لرعاية مرضى السرطان ، تكريمًا للمغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه. وهو أول مستشفى خيري شامل لرعاية مرضى السرطان، وسوف يجمع نخبة من ذوي الخبرة من المتخصصين في إدارة الوقاية والتشخيص والعلاج، تحت سقف واحد. ونود أن نعبِّر عن امتناننا لكرم الجهات الخيرية لتقديمها مساهمات كبيرة لهذا المستشفى، الذي سيصبح شعلة أمل للمرضى وأسرهم.
وفي أكتوبر 2021، أعلنّا عن افتتاح “مجلس الأمل“، أول مركز مجتمعي من نوعه بدولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم مريضات السرطان والناجيات منه. فقد رغبنا، من خلال المركز، توفير ملاذ آمن يحتضن مريضات السرطان، ويذكرهن بأن الأمل موجود دائمًا، وأنه ثمة مجتمع يمكنهن الاعتماد عليه.
وفي إطار مساعينا المستمرة نحو الاستثمار في البحوث الرائدة والمتقدمة في مجال الطب الحيوي، عقد مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية شراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية. وستُعزز شراكتنا، مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، من أواصر التعاون في الأوساط البحثيَّة، بالإضافة إلى أنها ستعمل على توفير الفرص للطلاب ولأعضاء هيئة التدريس لمواصلة تعليمهم، وتُساهم كذلك في تحقيق الازدهار على صعيد منظومة البحوث الطبية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد ساعد برنامج “عاون” لعلاج المرضى ما يقرب من 300 مريض من غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج المناسب. ولدى كل مريض من هؤلاء قصة فريدة وملهمة من قصص الأمل ، وتعمل كل قصة منها على تذكيرنا بأن الصحة هي أهم شيء في الحياة.
وبينما نتذكر أحداث عام ناجح تركناه خلفنا، نشعر بالحماس لتحقيق الأفضل في العام الذي ينتظرنا. ولا يزال أمامنا الكثير لنفعله، ونتطلع إلى مواصلة رحلتنا معًا لتحسين حياة مزيد من البشر. ومن جانبنا، نتقدم بأخلص التحيات إلى الباحثين والعلماء والأطباء الذين يرسمون مستقبل الطب، كما نتقدم بخالص الشكر إلى شركائنا ومتبرعينا على تمكيننا من تحقيق ما نسعى لتحقيقه وفعل ما نحبه.
وفي النهاية، نتمنى، أنا وفريقي، لكم حياة أكثر صحة وسعادة وأكثر ازدهارًا خلال عام 2022.
الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء
الرئيس التنفيذي
عضو مجلس الإدارة
مؤسسة الجليلة