(English) Our Impact

HH-Sheikh-Mohammed

جاء يوم زايد للعمل الإنساني ليحمل معه نفحات من روح الخير و العطاء التي أرساها الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال مسيرته الحافلة بالعطاء والعمل الإنساني الأعظم على مستوى العالم. لقد قدم الشيخ زايد مثالًا يحتذى بسخائه وعطائه وسعيه الدائم نحو تحسين نوعية حياة المجتمع، واليوم نفخر بهذه الرؤية التي أتت ثمارها ومنحت كل شخص يعيش في دولة الإمارات مستوى حياة متميز.

روح العطاء تحمل معنى خاص في شهر رمضان المبارك، ونفتخر بالإنجازات الإنسانية لدولة الإمارات التي تنشر الأمل في العالم. وربما جاء شهر رمضان هذا العام في ظل أوضاع مختلفة غر مسبوقة، إلا إن ذلك لا يغير من قيمه وما يمدنا به من سكينة وشحذ الهمم لفعل الخير من شيء. ولقد شهدنا بالفعل العديد من أعمال الخير وتعاضد المجتمع لمؤازرة من يعملون في الخطوط الأمامية للتصدي لجائحة كوفيد-19 ومساعدة أولئك الذين لحقتهم أضرار مادية. وتذكّرنا هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة بأن الإنسانية لا تعرف الحدود وأن وحدتنا هي المنارة التي تنير لنا الدرب وترشدنا نحو غدٍ أقوى.

وستبقى هذه الرؤية مصدر إلهامنا إذ سنواصل العمل بموجب الأفكار والقيم التي أرساها الشيخ زايد والتي تقوم على الحكمة والاحترام والاستدامة والتنمية البشرية وهي ما سيدفعنا للاستمرار والسعي نحو إحداث فرق ملموس في حياة الأفراد.بينما نتأمل عام مضى نحن في مؤسسة الجليلة نتعهد بالتزامنا المستمر برؤية مؤسسنا ،صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بهدف ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في صدارة مجال الابتكار الطبي. تستند رسالة مؤسسة الجليلة على ثلاث ركائز أساسية: العلاج والتعليم والبحث. أما جوهر عملنا فقد كان ولا يزال متمحورًا حول الارتقاء بحياة الناس سواء من خلال دعم علاج مريض يأمل بالشفاء أو مساندة طالب طموح أو عالم ذو رؤية ريادية. في كل خطوة نخطوها نستشعر بصيص أمل جديد يُنير لنا الدرب ويُبشر بمستقبل مُشرق. تخلّل عام 2019 مجموعة من المبادرات والإنجازات التي حققتها مؤسسة الجليلة؛ حيث استثمرت 25 مليون درهم إماراتي في عدد من برامج الرعاية الصحية الرامية إلى مساعدة الأفراد والارتقاء بحياتهم.

وإذ نرى ما تشهده البشرية اليوم من حاجة ملحة وغير مسبوقة لعلاج منقذ للأرواح وإنجازات طبية متطورة تمكنه من القضاء على هذه الجائحة وإنقاذ حياة الملايين من البشر، لا يسعنا في مؤسسة الجليلة إلّا أن نؤكد عزمنا لمساندة الجهود التي تبذلها الدولة في حماية حياة البشر.

لا يمكننا أن ننسى أولئك الأكثر تأثراً في المجتمع والذين ما زالوا بحاجة إلى علاج طبي للأمراض التي تهدد حياتهم.

حتى في ظل هذه الأوقات الاستثنائيّة، يملأنا شعور بالتفاؤل والإيجابية بأن مستقبل المرضى سيكون أفضل نظرًا للتطورات التي شهدها قطاع الرعاية الصحية مؤخرًا. ويزداد هذا الشعور قوة ونزداد نحن حماسًا لمستقبل مشرق بفضل دعم ومساندة الجهات المانحة. تسهم مبادرات مؤسسة الجليلة في مجال تمويل الأبحاث الطبية الهامة بتمكين الأطباء من الإطلاع على خيارات علاجية جديدة ومبتكرة وبالتالي فتح أبواب الأمل للمرضى.

و اذ نحتفل اليوم بمناسبة غالية على قلب ووجدان كل من يعيش على أرض دولة الإمارات، إمارات الخير والسعادة والتسامح والعطاء، فنحن فخورون بما حققناه بكرم ودعم شركائنا الكرام – أنتم.

لا يزال التزامنا بدعم البحث العلمي قائمًا لمواصلة دعم الباحثين المتميزين في مجالات طبية رائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل الدراسات المتعلقة بمرض السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة والصحة النفسية. واستجابة لانتشار وباء فيروس كورونا العالمي الجديد، قمنا بتوسيع مشاريعنا البحثية لتشمل كوفيد-19 وأمراض فيروسية أخرى. إننا فخورون بالإنجاز الذي حققناه. فقد قدمنا حوالي 100 منحة بحثية منذ عام 2014، واستثمرنا 25 مليون درهم إماراتي لتمكين الباحثين من كسر الحواجز وسبر أغوار العلوم والتوصّل إلى اكتشافات علمية يمكن ترجمتها لأدوات فعالة من شأنها تحسين العلاجات وإنقاذ حياة المرضى.كما ساهم فريق برامج الأبحاث في إصدار 245 مقالًا منشورًا في عددٍ من المجلات العلمية الدولية.

لطالما آمن الشيخ زايد بأن «التعليم مثل الفانوس الذي ينوّر طريقنا في الأزقّة المظلمة». واسترشادًا بهذا الفكر الثاقب، قمنا بتقديم 20 منحة دراسية لطلبة إماراتيين متميزين بهدف رفد قطاع الرعاية الصحية الإماراتي بكوادر وكفاءات عالية لخدمة أجيال المستقبل. كما احتفل برنامج تآلف التدريبي بتخريج 297 ولي أمر ومعلم ممن اكتسبوا القدرات والمهارات اللازمة التي تمكنهم من مساعدة المئات من الأطفال أصحاب الهمم وإنارة دربهم وتسليحهم بالعزيمة والإصرار. هذا البرنامج الذي يعد الأول من نوعه في مجال تمكين الأطفال لاكتشاف قدراتهم الكامنة وتعزيز أواصر التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع.

لا يمكننا الحديث عن إنجازاتنا في مجال الرعاية الصحية دون أن نذكر الأشخاص الذين تغيّرت حياتهم بفضل جودة الخدمات الصحية المقدمة. كما تلقّى أكثر من 235 مريض محتاج في دولة الإمارات بمن فيهم 189 طفلًا خدمات علاجية أنقذت حياتهم وفتحت لهم أفقًا جديدًا للمستقبل. وعلى الصعيد الدولي، قمنا بتقديم 1.07 مليون لقاح ضد مرضالتيتانوس كجزء من مشاركتنا في حملة عالمية لحماية حياة الأمهات والأطفال في الدول النامية.

Dr Abdulkareem Sultan Al Olama
لا يمرّ يوم دون أن نشعر بالحافز والإلهام من قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يكرّس وقته وجهده لخدمة الآخرين ولا يتوان أبدًا عن التزامه نحو أمتنا العظيمة ومواطنينا الأكارم.

وبصفتنا عضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تهدف إلى الارتقاء بواقع العالم العربي من خلال العمل الإنساني والتنموي والمجتمعي، تفخر مؤسسة الجليلة باضطلاعها بدور هام في وضع الإنسانية على قمة الأولويات. ومنذ إنشائها، برهنت المؤسسة على أنها أهل لهذا الدور إذ قدمت يد المساعدة لما يقرب من 6 مليون مستفيد محليًا ودوليًا ودعمت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الرامية إلى الارتقاء بحياة الإنسان.

سنخلّد ذكرى القائد المغفور له الشيخ زايد ونمجّد أثره وإرثه، عامٌ بعد عام، نُلهم فيه بعضنا البعض لجعل العالم مكانًا أفضل ولنترك بصمة نفخر بها.

أرجو أن تواصلوا متابعة أخبارنا لعلّكم تجدون الإلهام والطاقة الإيجابية من قصص نجاحنا التي تسرد نماذج رائعة عن الشجاعة والعزيمة والابتكار والتي نفخر بكوننا جزء منها.

اسمحوا لي ولفريقي أن نتقدم لكم بالشكر الجزيل على دعمكم المتواصل. ولعل مثل القصص، تمدنا بالأمل على تجاوز هذه الأوقات العصيبة وتبشرنا بغد أقوى وأكثر إشراقًا.

ابقوا بأمان.

د. عبد الكريم سلطان العلماء
الرئيس التنفيذي
عضو مجلس الإدارة
مؤسسة الجليلة