مؤسسة الجليلة.. طوق نجاة أعاد الطفل عيسى إلى بر الأمان

مؤسسة الجليلة.. طوق نجاة أعاد الطفل عيسى إلى بر الأمان

أغلقت أبواب الأمل في وجه الأسرة الباكستانية، فكان قلبا الأبوين ينفطران وهما يشاهدان طفلهما الحبيب يذوي أمامهما ولا يجدان وسيلة لتخليصه من معاناته والعودة به إلى بر الأمان، ومن دون مقدمات فتحت أبواب الأمل عبر مؤسسة الجليلة لترحم قلب أبوين أنهكتهما المعاناة والدموع وانتظار الفرج.

في شهر ديسمبر من العام 2019 تفاجأ الأبوان بأن طفلهما عيسى أصبح فجأة غير قادر على المشي، وعلى جناح السرعة ووسط خوف كبير قام والداه باصطحابه إلى المستشفى، حيث طلب الأطباء بعض الفحوصات التي كانت مكلفة.

فقرر الوالدان السفر إلى بلدهما لإجرائها، وكانت صدمتهما كبيرة عندما تم إخطارهما بأن طفلهما يعاني من ورم، ويتوجب البدء في العلاج سريعاً، وتزامن ذلك مع جائحة كورونا وحظر السفر فلم تتمكن العائلة من العودة إلى الإمارات، وعليه قررت البدء في علاج الطفل في موطنهم.

والذي بدأ أولاً بجرعات الكيماوي ومن ثم الإشعاعي وبعد ذلك تم استئصال الورم بنجاح. وفور رفع حظر السفر قرر الوالدان العودة إلى الإمارات لحاجة والد الطفل للعودة لعمله، وحاجة الطفل لاستكمال علاجه، الذي وضع العائلة بعد فترة في ضائقة مالية جراء استنفادها ما كانت تمتلكه من مال في العلاج، لتتضاعف معاناة الأبوين اللذين أصابهما اليأس والحزن الشديد وهما يشاهدان معاناة طفلهما وهما عاجزان عن مساعدته، وفارق النوم الأجفان وأصبح الظلام عنواناً لحياة الأسرة.

وفيما كان الأبوان يرفعان الأكف للسماء، امتدت أيادٍ حانية لتمسح الأحزان وتداوي جراح هذه الأسرة، عندما اقترح عليهم بعض الأصدقاء التقدم لطلب المساعدة من برنامج «عاون» لتغطية تكاليف المتبقي من الخطة العلاجية للطفل، مؤكدين للأبوين أنهما سيجدان هناك كل المساعدة المطلوبة.

وكما الغريق الذي يتعلق بطوق النجاة الوحيد توجها إلى مؤسسة الجليلة طلباً للمساعدة، وكانت المفاجأة الكبيرة لهما مدى اتساع قلوب القائمين على إدارة المؤسسة والعاملين فيها، وبسرعة بدأت خطوات علاج الطفل عيسى الذي أظهر استجابة كبيرة للعلاج، والذي تكلل بالنجاح الكامل لتعم الفرحة قلبي الأبوين وينزاح الظلام أخيراً عن منزلهما الذي سكنه السواد فترة طويلة.

شعور كبير بالعرفان حمله الأبوان لمؤسسة الجليلة التي لم تحمل الأمل لهما ولطفلهما فحسب، بل كانت طوق النجاة لطفلهما عيسى الذي كان يعاني من ورم أرومي عصبي، وقد أنهى خطته العلاجية ويتمتع حالياً بحالة صحية جيدة جداً ومستقرة. وقال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة: إنه لأمر مفجع أن نتخيل أطفالاً يعانون من مرض السرطان، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص إصابة الطفل بالسرطان كل 3 دقائق حول العالم.

وأضاف: «نحن في مؤسسة الجليلة، ملتزمون بمساعدة مرضى السرطان الصغار الذين لا تستطيع أسرهم تحمل تكاليف العلاج المنقذ للحياة. من خلال كرم ودعم شركائنا والمجتمع، يمكننا دعم المرضى المحتاجين بالعلاج الضروري وإعطاء الأمل للأطفال، مثل عيسى، وكل يوم نشهد ونفخر بأن نكون جزءاً من ثقافة العطاء المتأصلة في جذور مجتمعنا. لا شيء يمنحنا سعادة أكبر من رؤية طفل يتغلب على مرض السرطان ويكبر بصحة جيدة بعد العلاج الناجح، هذا ما يجعل عملنا مجزياً للغاية».

ملاحظة: تم نشر قصة عيسى في صحيفة البيان يوم 29 أبريل 2022